أنشطة الحياة المدرسية
تشمل الحياة المدرسية جميع الأنشطة
التي يقوم بها المتعلم داخل أو خارج المؤسسة التعليمية. ولاعتبارات محضة، يتم
تصنيفها إلى صنفين متكاملين.
1.
الأنشطة الصفية
هي أنشطة
موزعة حسب المواد الدراسية، وتنجز من طرف مدرس الفصل أو المادة، في وضعيات تعليمية
تعلمية معتادة، داخل الحجرة الدراسية أو خارجها.
2.
الأنشطة المندمجة
هي
أنشطة تتكامل فيها الأنشطة الفصلية بفضل مقاربة التدريس بالكفايات، وقد يشارك في
تأطيرها متدخلون مختلفون. كما أنها تسعى إلى تحقيق أهداف المنهاج، وتعطي هامشا
للمبادرات الفردية والجماعية التي تهتم أكثر بالواقع المحلي والجهوي، بالإضافة إلى
كونها تتيح إمكانيات مناولة المواضيع والأحداث الراهنة، وتفتح المجال للتعلم الذاتي
والملائم لخصوصيات المتعلمين.
وتعتبر
الأنشطة المندمجة مجالا خصبا للتجديد والتجريب التربوي لمقاربات وطرق وتقنيات يمكن
اعتمادها، عند ثبوت ناجعتها، في الممارسة الفصلية. وعليه سيخصص لها حيز مهم في هذا
المقالات للوقوف على هذه الموقع للوقوف على مختلف مجالاتها، وتحديد مفهومها
والأهداف التربوية المتوخاة منها، وكذا التقنيات الخاصة بتصريفها ومناولتها.
وقد
اعتمد الميثاق الوطني للتربية والتكوين تصنيفا للأنشطة يبنى على تقسيم المنهاج إلى
قسم وطني إلزامي، وقسم جهوي محلي، كما صنف المخطط الاستعجالي هذه الأنشطة، في
المشروع التاسع، إلى أنشطة تدريس المواد، وأنشطة الدعم المدرسي، ومواد وأنشطة التفتح.
وقد خصص كل من الميثاق والمخطط الاستعجالي توزيعا زمنيا لمختلف الأنشطة السالفة
الذكر.
وحتى
لا تستأثر الأنشطة الفصلية بمجمل الزمن المدرسي، مما لا يترك حيزا زمنيا كافيا
لإنجاز الأنشطة المندمجة والتي يستدعي تنفيذها فضاء مختلفا ومتدخلين متعددين، وذلك
بإعداد مجزوءات خاصة بكل محور، جهويا أو وطنيا، وتخصص لها أحياز زمنية مناسبة في
أفق تفعيل مقتضيات المخطط الاستعجالي في هذا الباب.
أما
الخصائص المطلوبة في المجزوءات فإنه تتوضح في الرسم التالي:
وينبغي
أن يخضع تنفيذ الأنشطة المندمجة لتقويم مواكب وتتبع الأثر على المدى القريب والمتوسط،
وتقويم ختامي في نهاية كل مجزوءة أو مشروع أو سنة دراسية قصد:
o التأكد من مدى تنمية
الكفايات وتحقق الأهداف المقصودة.
o التحقق من مدى فعالية كل
عنصر من عناصر المجزوءة أو المشروع أو النشاط وملاءمته لبلوغ الأهداف المتوخاة،
o مراجعة المجزوءات
وأنشطتها قصد التحيين والتطوير.
o تكوين بنك معطيات خاص
بأنشطة البرامج المحلية لتعزيز إشعاع المدرسة في محيطها،
o تعميق خبرة المدرسين المحليين
قي مجال بناء الأنشطة وتكييف المناهج وبلورة انفتاح المؤسسة على الحياة العلمية
ومتطلبات التنمية المحلية.
o دعم هيأة الإشراف للمجالس
التربوية للمؤسسات ومواكبتها لإعداد وإنجاز وتقويم برامج الأنشطة المحلية لإثرائها
وتقديم العون الممكن عند الاقتضاء.
o قيام هيأة الإشراف بتنسيق
تبادل التجارب بين المؤسسات لإثراء خبرات المربين.
ومن جهة أخرى، تؤطر باقي مؤسسات المجتمع
(الأندية الرياضية، المعاهد، دور الشباب، الجمعيات...)، باعتبارها شريكا للمؤسسات
التعليمية في التنشئة الاجتماعية والتربوية لمواطني الغد، مجموعة الأنشطة الموازية
التي تساهم في إبراز الطاقات وتنمية وصقل المواهب لدى المتعلمين. وعليه، يتعين على
المؤسسات التعليمية التنسيق مع هذه المؤسسات، واستثمار الطاقات والمواهب في مختلف
المجالات.